روايات

رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحمة نبيل

رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحمة نبيل

رواية شيخ في محراب قلبي البارت الرابع عشر

رواية شيخ في محراب قلبي الجزء الرابع عشر

رواية شيخ في محراب قلبي
رواية شيخ في محراب قلبي

رواية شيخ في محراب قلبي الحلقة الرابعة عشر

‏أتعلم ما معنى :
عسى فـِ الأمر خيرة ؟
تعني :
“أن يبتعد شيء، لِيقترب شيءً أجمل..”.
صلوا على نبي الرحمة
__________________
ضغط رشدي على شفتيه تحت أسنانه حتى كاد يقطعهم من غباء ذلك الذي يقف جواره …..
تحدثت وداد وهي تركض صوب الباب حيث كان لؤي ما يزال يقف وهو لا يعي شيء مما يحدث هل ما سمعه صحيح ؟؟؟ عقد قرآن زكريا ؟؟؟ ابنه هو ؟؟؟
_ بتقول ايه يا هادي ؟؟؟ انت بتهزر ولا ايه يابني ؟؟؟
كانت تلك الكلمات التي انطلقت من فم وداد تزامنا مع وقوفها أمام الجميع في انتظار توضيح لذلك المزاح الثقيل الذي سمعته منذ قليل لكن حديث رشدي والذي قاله بعدها لغى كل شكوكها تجاه الأمر :
_ اهدي شوية يا خالتي واسمعيني الموضوع مش زي ما انتم فاهمين ….
نظر له لؤي بصدمة فإن كان هادي يمزح …فرشدي لا :
_ يعني بجد ؟؟؟
_ ايوة بس معلش خليني افهمكم الموضوع بسرعة
….
________________
استدار زكريا بعدما أنهى مكالمته مع هادي داعيا الله أن يستخدم عقله لمرة واحدة كشخص طبيعي دون أن يتسبب في مقتله … وأن يتحدث رشدي هو أمام والديه وليس هادي المندفع حتى لا يخرب كل شيء …
بمجرد استدارة زكريا وجد منيرة تقف أمامه ومازالت دموعها لم تنضب بعد وتحمل في عيونها نظرات كثيرة مختلطة استطاع فقط تمييز نظرة الامتنان له ليأتي له صوتها وهي تتحدث بهدوء :
_ انا عارفة انك ملكش ذنب في كل اللي بيحصل وانك انظلمت في الحوار ده كله بس …
صمتت قليلا تحاول ابتلاع غصتها ثم أكملت بنشيج بسبب البكاء :
_ بس إنت املي الوحيد عشان أنقذ بنتي من أيدهم، لو المرة دي عرفت أخرجها من الموضوع المرة الجاية مش هعرف وفي مرة من المرات الكتير دي هلاقي نفسي بزف بنتي لشخص قد ابوها أو مدمن او غيره ….
صدم زكريا من حديثها يتساءل داخله ما الذي يدفع تلك العائلة لمحاولة التخلص من ابنتهم بتلك الطريقة فهو للحق لا يرى بها عيب قد يدفعهم لذلك …
انتبهت منيرة لنظرات الحيرة التي تعلو وجهه لتبتسم في المقابل بسمة مقهورة مكسورة :
_ عارفة إنت بتفكر في ايه…بس انا مليش الحق اني اقولك حاجة والوحيدة اللي ممكن تقولك هي فاطمة نفسها …
حسنا هي لم تفيده بشيء بل على العكس زادت حيرته بشكل كبير جدا فما هو الشيء الذي فعلته فاطمة وقد يدفع عائلتها لمحاولة التخلص منها بأي ثمن ؟؟؟ فهي لا تبدو من تلك الفتيات العابثات التي قد ترغب عائلتهن في التخلص منهن مخافة جلب العار …الموضوع كبير وكبير جدا …..
كل ما استطاع زكريا التفوه به في ذلك الأمر :
_ هو الموضوع ليه علاقة بالحالة اللي كانت فيها ؟؟؟
كان يقصد بحديثه تلك الحالة التي وجدها عليها سابقا حينما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة، ليصل له جوابه بإيماءة صغيرة من رأس منيرة وهي تضيف على حديثها السابق :
_ كل اللي اقدر اقوله ليك إن الحالة دي بتيجي ليها لما تحس بزعل أو خوف، وقتها كل اللي عليك تعمله إنك تطمنها بوجودك وأنها مش لوحدها قولها انك جنبها وهي شوية شوية هترجع لحالتها الطبيعية …
اه يا فاطمة كم سر تحملين ؟؟؟؟؟
______________________
_ مش فاهم يعني ايه نطب على الناس كده بدون مقدمات ونقولهم عايزين بنتكم لابني ؟؟؟ مفيش دم خالص ؟؟؟
كان ذلك صوت لؤي الحانق وهو يسير جانب زوجته ورشدي وهادي …
نظر رشدي لهادي مخرجا من حنجرته صوتا ساخرا وهو يضيف على حديث لؤي :
_ يا عمي على الاقل رايحين بليل والناس قاعدة عادي بلبسها وانتم رايحين لابسين كويس …غيركم استقبلوا العريس بالبيجامات والبوكسر ..
هز هادي رأسه مدعيا الغضب من تصرف زكريا مرددا :
_ إمبوسيبل ياربي…..مش معقولة كمية الوقاحة اللي في ابنك دي يا لؤي …انت معرفتش تربي ..إمبوسيبل.
كان هادي يتحدث وهو يلوح بيده مغمضا عينه يعبر عن سخطه لتصرف رفيقه الوقح ذاك …لا يعلم كيف اقدم زكريا على مثل هذا الفعل ؟؟؟
ضحك رشدي بغيظ وهو يقول رامقا هادي بحنق :
_ مش هو لوحده اللي متبرباش يا حبيبي …
_ لا لا أباظة متقولش كده …اي نعم عم إبراهيم أيده فرطة وعايش مراهقة متأخرة بس متنكرش إنه رباك .
توقف رشدي ونظر بشر لهادي الذي كانت الجدية تعلو ملامحه بشكل كبير ثم أكمل طريقه متمتما بحنق شديد على ذلك عديم الاحساس الذي يجاوره….تحدث هادي وهو يلاحظ ضيق رفيقه الكبير ذاك :
_ مش فاهم إنت مضايق نفسك ليه ؟؟؟ عشان يعني جيت الصبح وانتم بالبيجامات وكان شكلكم عرة ؟؟؟
نظر له رشدي بشر ليكمل هادي دون الاهتمام بنظراته :
_ متقلقش يا حبيب اخوك انا عارف انكم عيلة مهزقة فمش هتفرق معايا ولا تخليني اغير رأيي فيكم …انا مش غريب برضو .
مد رشدي يده وفي ثواني كانت صفعته تهبط على رقبة هادي من الخلف متحدثا ببسمة مستفزة :
ولما …احنا ….عيلة …مهزقة …جاي ..تتجوز …من عندنا …ليه ؟؟؟
كانت يده تصفع رقبة هادي ما بين كل كلمة والأخرى ليبعد هادي يده بغيظ شديد ثم وفجأة لكمه بعنف وهو يقول ببسمة :
_ عشان انا مهزق انا كمان وبحب اختك الهبلة …
مسح رشدي جانب فمه ليتأكد إن كان نزف أم لا من ضربة ذلك الغبي وبعدها انطلق فجأة جهة هادي وهو يجذبه ناويا ضربه حتى يطلب الرحمة ذلك الأحمق يتحدث أمامه بكل وقاحة مخبرا إياه أنه يحب أخته ….وهادي كان يقف متحفزا له لولا صوت لؤي المتأفف من افعالهما الصبيانية :
_ الاستاذة المهزقين….مش لازم كل الشارع يعرف انكم مهزقين ومتربتوش .
نظر الاثنان للؤي بحنق حتى تحدث رشدي بضيق :
_ يا عمي هو….
_ ولا كلمة قدامي منك ليه جاتكم البلا في صحوبيتكم الغبية دي .
نظر هادي بضيق لرشدي ثم تقدمه سريعا لينظر له رشدي بشر وقام بالاسراع من سيره حتى يسبقه وخلفمها لؤي يضرب كفه بالآخر ….
نظر هادي لرشدي ليجد أنه أصبح أمامه ليسرع هو من سيره أكثر حتى أصبح الأمر سباق بين الاثنين حتى منزل هادي وكان الاثنان يركضان في الشارع كالمجانين …..
وصل هادي اولا لباب المنزل الذي يجاور منزله وهو يتنفس بعنف شديد جراء الركض حتى هنا وخلفه رشدي الذي كان على وشك الفوز في ذلك السباق الأحمق لولا أن هادي غشه وأخبره أنه رأى ماسة ….
مد هادي يده ورن الجرس بسرعة وهو يبتسم بانتصار محركا حاجبيه لاستفزاز رشدي الذي تقدم ليقف جواره ….
ثوانٍ وفتح الباب ليقابلهم وجه امرأة ترمقهم من أعلى لاسفل بنظرات متأففة تزامنا مع وصول لؤي و وداد للمنزل :
_ نعم اتفضلوا عايزين مين ؟؟؟
اعتدل رشدي في وقفته ثم نظر باحترام للؤي الذي تقدمهم متحدثا بهدوء وتهذيب :
_ مساء الخير ..انا والد زكريا ودول اخواته .
عرف لؤي عن نفسه في انتظار أن تسمح لهم تلك السيدة بالدخول والتي لم تكن سوى نحمده التي تحركت بتأفف :
_ ايوة اتفضلوا .
نظر هادي لرشدي بغيظ شديد هامسا :
_ مالها الولية الحيزبونة دي ؟؟؟
هز رشدي كتفه بعدم فهم فهو بالطبع لاحظ ضيق وتأفف السيدة من رؤيتهم …
تحركت نحمده للداخل يتبعها الجميع بهدوء شديد ليجدوا الجميع يجلس في البهو بشكل يوحي أنهم في جنازة وليس عقد قرآن….
نظر هادي حيث يجلس زكريا بصمت شديد حتى أنه لم يشعر بدخولهم أو بنظرات والده الحارقة التي وجهها له …تحرك لؤي خلف نحمده وجلس على أحد المقاعد …حينها شعر به زكريا الذي رفع نظره لوالديه بخجل شديد ونظرات الاسف تملء عينيه .
اشاحت وداد بنظرها للجهة الأخرى حيث منيرة تتجاهل ابنها فهي لا تود أن تظهر أمامه أنها تقبلت الأمر حتى وإن كانت سعيدة لاختياره فاطمة بعد أن كان عازفا عن الزواج، لكن يكفيها أنه لم يكلف خاطره ويخبرهم .
تنحنح لؤي ليخرج من هذا الجو المشحون ثم نظر حيث يجلس مرسي الذي كان يدور بانظاره على وجوه الجميع بحنق شديد لصمتهم، حتى قطع كل ذلك الصمت صوت لؤي وهو يقول بهدوء :
_ طبعا بعتذر من حضرتك على أننا طبينا عليكم كده بدون معاد ولا غيره بس زي ما انت عارف طيش شباب….
أنهى كلمته ببسمة يحاول بها إذابة الجليد …..
بمجرد انتهاء لؤي من الحديث حتى نظر هادي لزكريا لاويا شفتيه بتهكم شديد كسيدة عجوز رأت فتاة ترتدي ثياب كاشفة …كان ينظر لزكريا من أعلى لاسفل بحنق شديد وهو يهز رأسه بخيبة أمل وكأن زكريا قد خيب ظنه .
ابتسم رشدي بسخرية على حركات هادي ..ليس وكأنه قام بالأمر ذاته منذ يوم ….ثم أعاد نظره للؤي الذي أكمل حديثه :
_ فعشان كده خلينا أطلب الموضوع بشكل لائق ….انا يا استاذ يشرفني اني اطلب بنتك لابني على سنة الله ورسوله ..
اهتز قلب زكريا ولا يعلم السبب لتلك الكلمة …يا الله هو حتى كان يرى الزواج أمر بعيد جدا عنه ..لم يفكر يوما في الزواج أو في الفتاة التي يريدها زوجة وكأنه قد حذف ذلك الجزء من قاموسه والان جاء القدر وأهداه قاموسا جديدا صُنع خصيصا لأجل تلك التي تختفي في غرفتها في الداخل .
ابتسم مرسي بسمة متسعة وهو ينظر لزكريا ثم للؤي مجددا وبعدها قال سريعا دون أن حاول حتى يخفي لهفته :
_ تمام نكتب الكتاب دلوقتي ؟؟؟؟
شعر لؤي بشيء خاطئ في الأمر هو حتى لم يخرج ابنته ليروها أو لتجلس مع زكريا كما يحدث …حتى لم يعيشوا فترة تعارف ..ترجم لؤي قلقه وافكاره تلك على هيئة نظرات محتارة وجهها لزكريا الذي نظر ارضا بخجل من الجميع ثم قال بعد صمت قصير :
_ بعد اذنك يا بابا انا حابب بس اكتب على فاطمة عشان اقدر اتعامل معاها براحة وفي إطار شرعي .
إن كان يظن بهذه الكلمات أنه خدع والده فهو لن يخدع والدته بها ابدا التي نظرت له بشك وقد تأكدت أن شيئا ما حدث …. و لولا أنها تعلم جيدا من هو زكريا ابنها الذي تربى على يدها لكانت ظنت بالأمر الظنون .
____________
بهذه السهولة …انتهت حكايتها …باعها والدها بالمجان .
أيا ليته باعها بالرخيص كما يقال، لا بل هو باعها بالمجان وحط من قيمتها أمام الجميع …ولولا حديث زكريا بالخارج أنه كان يود سابقا أن يتزوجها لكانت رفضت الأمر حتى لو قتلها والدها…لكن نار زكريا ولا جنة ذلك العجوز الذي أحضره والده …هي طامعة في كرمه أن يطلقها بعد فترة ويتركها لحال سبيلها .
أغمضت عينها بوجع شديد وهي تضع رأسها على الفراش بتعب لتشعر فجأة بالباب يفتح ويدخل والدها وخلفه عمتها …ثوانٍ وصدح صوت والدها حاملا الدفتر بيده :
_ قومي امضي .
رفعت فاطمة عينها لوالدها ولم تجب لتقترب عمتها منها وتجذبها بعنف جاعلة إياها تجلس مستقيمة على الفراش ثم وضعت القلم في يدها متمتمة بغيظ شديد :
_ مش فاهمة هتموتي نفسك على ايه ؟؟؟ ده شاب وحليوة ماشا والله خسارة فيكِ …اتنيلي امضي اخلصي .
رفعت فاطمة عينها التي امتلئت دموع وهي تنظر لعمتها بوجع شديد وقد ذكرتها بذكرياتها السوداء لتمضي بأصابع ترتعش وسمعت صوت والدها يخبرها أن تضع حجاب حتى يدخل الشهود لأخذ موافقتها ….
فعلت فاطمة ما طلب والدها ودخل كلا من رشدي وهادي ليستمعوا لموافقة العروس …التي شردت قليلا في نقطة بعيدة حتى خرج صوتها وكأنه يأتي من بئر سحيق :
_ موافقة …..
__________________
_ ماسة ….
رفعت ماسة رأسها باعياء من على وسادتها وهي تستمع لصوت شيماء المنادي، لكنها شعرت وكأنه شاحنة قد مرت عليها جاعلة من جسدها يأن وجعا بمجرد تحريك اصبع …..
فزعت شيماء من مظهر ماسة لتركض لها وهي تتحدث برعب شديد عليها :
_ ماسة مالك كده ؟؟؟؟
بكت ماسة بوجع وهي تنظر لشيماء برؤية مشوشة :
_ هموت يا شيماء حاسة إن فيه عربية عدت عليا .
ابتلعت شيماء ريقها برعب شديد ثم اخرجت هاتفها بسرعة تحاول الاتصال برشدي لكن كان هاتفه مغلق..لذا خرجت سريعا من الغرفة وهي تصرخ باسم والدها :
_ بابا …يابابا تعالى بسرعة ماسة تعبانة اوي …
خرج ابراهيم من الغرفة سريعا برعب بسبب نداء ابنته وهو ينظر لها بفزع شديد لحديثها ثم ركض جهة الغرفة ليجد وجه ماسة قد احمرّ بشدة وعيونها تذرف الدموع بلا توقف وتأوهاتها تملء المكان كله .
_ يا ستار يارب …مالك يا ماسة يابنتي حصل ايه ؟؟؟
رفعت ماسة عينها بتعب شديد لابراهيم وهي تحاول التحدث لكن لا شيء فقط تُحرك شفتيها بصعوبة شديدة …
حملها ابراهيم سريعا وهو يحدق بشيماء التي تبكي جواره :
_ شيماء حطي طرحة على رأسها بسرعة يابنتي خليني اخدها لاي مستشفى ….
ركضت شيماء سريعا واحضرت حجاب ماسة الذي كان ملقيا على الأرض ووضعته على رأسها ثم تحركت خلف والدها بسرعة وخلفهم سحر التي فزعت من مظهر ابنتها تاركين في المنزل اسماء التي تحتضن ابن اختها الذي يبكي بخوف على أخته .
تحرك ابراهيم سريعا لسيارته وهو يضع ماسة في الخلف وجوارها تجلس شيماء التي كانت تبكي بشدة …ثم صعد لمقعد السائق وهو يتحدث بسرعة :
_ كلمي اخوكِ يا شيماء خليه يجلينا على المستشفى اللي في الشارع الرئيسي …
اخرجت شيماء هاتفها تحاول مجددا التحدث مع رشدي لكن لا رد :
_ تليفونه مقفول يابابا ومش عارفة أوصله…..
________________
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير……
أنهى المأذون كلماته المعتادة التي تقال في نهاية تلك المناسبة السعيدة عادة لكن في هذ الحالة كانت الوجوه ما بين متجهمة وحاقدة ومترقبة ومرتاحة …..
ابتسم هادي بغباء وهو ينظر لرشدي بعيون مترجية :
_ بقولك يارشدي بما انك جيت من الشغل بدري اهو اروح اجيب امي والخلاط ونيجي نكتب الكتاب زي زكريا ؟؟ عشان نبقى احنا التلاتة كاتبين الكتاب ايه رأيك في الفكرة دي !؟؟؟؟
ادعى رشدي التفكير ثم قال :
_ انا عندي فكرة حلوة …انت تفضل سنجل كدة خمس ست عشر عشرين سنة عشان تغزي العين عننا ..اصل لو احنا التلاتة اتجوزنا ناخد عين يا بني ..
_ يبقى أشغل الرقية الشرعية …ها قولت ايه اروح اجيب جاتوه وورد والخلاط ؟؟؟
ابتسم رشدي بسمة سمجة ثم هز رأسه بلا ليضغط هادي على شفتيه بغيظ كبير ثم انتبه على صوت لؤي وهو يتحدث ببسمة وهدوء :
_ طب يا جماعة باذن الله بكرة نيجي نقعد كلنا سوا ونتفق على كل حاجة ….دلوقتي استأذنكم عشان معاد دوا الضغط .
أنهى حديثه يرمق ابنه بشر كبير ثم رحل من وداد التي لم تتحدث كلمة واحدة منذ بداية الجلسة تاركين زكريا يكاد يحترق محله بسبب الغضب الواضح الذي كان يسكن أعين والديه …
نظر لهم زكريا ثوانٍ ولم يعرف ماذا يفعل هل يدخل ويجلس معها أم يرحل ام ماذا ؟؟؟
لكن كل ذلك اختفى حينما سمع صوت منيرة تناديه بهدوء شديد وهي ترمق زوجها ونحمده بجمود كبير :
_ زكريا يابني ادخل خد مراتك معاك لو سمحت …..
_____________________
خرجت شيماء من الغرفة التي ترقد بها ماسة وهي لا تشعر بشيء حولها منذ سقطت مغشي عليها في المنزل ..تقدم لها ابراهيم سريعا بخوف فهو انتظر في الخارج بينما دخلت ابنته وسحر معها :
_ ها يا شيماء يابنتي هي كويسة ؟؟؟
ابتسمت له شيماء وهي تربت على كتفه ثم ارشدته للمقعد حتى يجلس ثم تحدثت وهي تطمئنه :
_ أهدى يا بابا هي كويسة الحمدلله الدكتور قال حمى شديدة شوية بس هتاخد أدوية وتكون كويسة والحمدلله أننا لحقناها ….بس
صمتت شيماء وهي تلوي شفتيها بضيق :
_ بس هي عمالة تنادي على رشدي جوا وبتخرف باسمه وهو موبايله لسه مغلق ومش عارفة اوصله و….
صمتت فجأة وقد خطرت لها فكرة غبية قليلا لكنها سبيلها الوحيد لذلك …انتبهت لصوت والدها وهو ينادي عليها :
_ ايه يابنتي روحتي فين ؟؟
_ ولا حاجة يابابا بس انا بعد اذنك هكلم هادي هو الوحيد اللي يقدر يروحله ويجيبه من الشغل بعد اذنك .
هز ابراهيم رأسه بارهاق وهو يشير لها بيده أن تفعل :
_ تمام بس بسرعة يابنتي .
اخرجت شيماء هاتفها سريعا وهي تبتلع ريقها بخجل ثم أحضرت رقمه الذي سجلته حينما ارسل لها رسالة وضغطت على زر الاتصال في انتظار أن يجيب عليها ….
_____________
كان يجلس رفقة رشدي بعدما أخذ زكريا زوجته للمنزل مع والديه حتى تنتهي منيرة من أمر زوجها ثم يعيد زكريا فاطمة مجددا فهو رفض أن يستضيفها في منزله بشكل دائم قبل أن يُشهر زواجهما في المسجد ويقيم لها زفافا كأي فتاة ..لتقترح منيرة أن يأخذها معه الان فقط حتى تنتهي من أمر زوجها وبعدها هي ستذهب لأخذها ولاحقا يتناقشون في أمر زفافهما وغيره من التفاصيل …
وقتها دخل زكريا بعدما طرق الباب ليجدها تنام على فراشها بكل براءة وهدوء وعلى وجهها أثر دموع …حسنا زكريا لا بأس فهي زوجتك وحلالك الآن ينقصك أن يعلم الجميع بزواجكما حتى يصبح صحيحا مائة بالمائة ….دخلت منيرة على زكريا لتجد أن ابنتها نائمة بهدوء وزكريا ينحني قبالتها في هدوء ينافس هدوء نومها ….
لذا تراجعت للخلف قليلا وهي تتنحنح بخفوت متحدثة سريعا وهي تخرج :
_ معلش يا ابني شيلها لان شكلها تعبان ومش هتصحى….
تحدثت وهي تكاد تخرج لولا كلمة زكريا التي اوقفتها ولا يعلم كيف حديث ذلك :
_ طب معلش لبسيها أي حاجة واسعة عشان وهي نايمة ممكن …يعني قصدي هو إني …..
اه يا الله لما الأمر صعب هكذا؟؟؟ ابتلع ريقه وهو يرفع نظره لمنيرة يتأمل أن تكون قد فهمت عليه ..ابتسمت منيرة وهي تهز رأسها متفهمة ثم توجهت سريعا لدولاب ابنتها وأخرجت إسدال الصلاة وهي تطلب منه رفعها حتي تتمكن من جعلها ترتديه …
حسنا هذا كثير عليه في يوم واحد …اقترب منها زكريا ببطء وهو يرفعها جيدا وبحرص شديد لتصبح تقريبا بين أحضانه لتلبسها منيرة الاسدال سريعا ثم قبلتها بحب وهمست لزكريا :
_ معلش يابني خدها معاك ولما ابوها يمشي هاجي انا أخدها عشان متسمعش حاجة تزعلها كفاية اللي سمعته لغاية دلوقتي …
هز زكريا رأسه مبتلعا ريقه بتوتر ينظر لتلك التي تستوطن أحضانه للمرة الثانية، لكن هذه المرة وهي زوجته …لا يعرف لماذا لكن عندما رأى والدتها تنحني مقبلة إياها اراد هو الآخر أن يقبلها قبلة صغيرة وشعور في داخلها أنه يحمل طفلته لا ينفك يتركه كلما اقترب منها …..
تحرك زكريا للخارج وهو ينظر لرشدي وهادي نظرة فهم الاثنان معناها ليتحركوا أمامه سريعا يراقبون له الطريق فلا أحد يعلم أنها زوجته وقد تتكاثر الأقاويل عليهما…..
سار زكريا بها حتى وصل البناية الخاصة بها ليتركه كلا من هادي ورشدي بعد أن ألقى عليهما كلماته المقتضبة :
_ هادي بلغ الشيخ ساجد اني هعمل اشهار لعقد زواجي بعد صلاة الجمعة بكرة ….
أنهى حديثه وهو يصعد الدرج بها تاركا خلفه رشدي وهادي ينظران لبعضها البعض بتعجب ومازالت الصورة لم تتضح بعد ….
ذهب الشابان حتى القهوة ليجلسا عليها بهدوء شديد ليتبعهم بعد دقائق زكريا الذي جلس وهو يتنفس بعنف شديد وكأنه كان يركض لاميال….
رفع زكريا نظره للاثنين بتعجب لتلك النظرات التي يرمقونه بها :
_ فيه ايه ؟؟؟ بتبصوا كده ليه ؟؟؟
ابتسم رشدي وهو يضرب هادي بمشاكسة غامزا له بقصد اغاظة زكريا :
_ هو ده بقى الموضوع يا شيخنا اللي قولتلي هكلمك فيه !؟؟؟
نظر له زكريا بملل وهو يقلب عينه عالما بداخله أنه لن يسلم من حديثهما وقد تحققت مخاوفه وهو يصله صوت هادي الممازح :
_ مقولتلناش يعني انك مدلوق بالشكل ده ؟؟؟
حتى هو لم يكن يعرف ذلك هكذا فكر زكريا في نفسه وهو يستمع لصوت رشدي الجاد :
_ لا بجد يا زكريا ازاي تتجوز بالشكل ده ؟؟؟ ده هادي الاهبل آخره كان يدخل بخلاط …إنما أنت ما شاء الله داخل بمأذون على طول .
حسنا ماذا يخبرهما أنه لم يكن حتى في أكثر أحلامه جموحا ليفعل شيئا كهذا دون دراسة طويلة وتفكير طويل جدا …. وأنه ذهب لهناك حتى يلحق بها وعندما وجد والدها سيضربها تدخل سريعا وبدأت الأمور تتعقد منه …هو حتى لم يكن يفكر في الزواج ليس الان على الاقل …لكنه قال ما قاله بشأن رغبته السابقة في الزواج منها فقط لوقوف فاطمة وسماعها كل ما يحدث وعرض والدها لها عليه بهذا الشكل …فهو إن كان عرض عليه الأمر بشكل شخصي وحدهما كان سيفكر وقد يرفض فهو بالطبع لم يقع في حبها بهذه السرعة التي تؤهله للزواج منها دون تفكير أو حتى سؤال عائلته والمقربين منه …لكن ذلك الذي يدعى والدها بكلامه عنها وعرضها بذلك العرض الوضيع وعلى مسامعها لم يدع له فرصة للرفض حتى لا يجرحها أكثر …بل تحدث وقال أنه كان يرغب في الزواج به من الأساس حتى لا يخجلها أمامه …رغم عدم إنكاره أن هناك جزء داخله قد بدأ يميل لها وهذا سبب رفضه تحفيظه لها وقفل أي باب للشيطان ليأتي القدر ويجعلها بين ليلة وضحاها زوجته …
_ عادي يعني انا اساسا كنت بفكر في الموضوع ده من فترة لاني بحب اكون واضح وانتم عارفين …
هكذا برر زكريا الأمر أمام أصدقاءه فهو إن رفض كسرها أمام نفسها فلن يفعل أمام أحد حتى لو كان ذلك الأحد أصدقاءه الذين لا يملك اغلى منهم ولا يوجد أقرب منهم لقلبه ….
ابتسم هادي وهو يحرك يغمز له :
_ زيدي يا زيدي قال والاستاذ كان بيهزقني على اللي عملته
قاطع حديثهم ذلك رنين هاتف زكريا برسالة أتت له من والدته تطلب حضوره حتى لم تهاتفه ..يبدو أن الأمر لن ينتهي بهذه السهولة .
تنهد زكريا بتعب وهو ينهض مبتسما :
_ حسنا استأذنكم فقد اشتعلت الحرب في الأعلى…سأقابلكم غدا في محل والدي ونجلس سويا ونكمل حديث .
أنهى حديثه راحلا سريعا وهو يدعو ربه داخله أن ينتهى الأمر على خير ….
ليله صوت هادي وهو يتحدث بصوت عالي :
_ حدثني إن احتجت الدعم أمام الحاج لؤي …..اشهر سلاحك يا فتى فلن ينفعك لسانك مع والدك
نهض رشدي وهو يشير لداخل القهوة متحدثا بملل :
_ هشوف الاستاذ اللي جوا أخر المشاريب ليه ؟؟؟
رفع هادي حاجبه بتهكم واضح :
_ هو الاستاذ مش مستعجل كالعادة ليه ؟؟ اتخانقت مع ماسة صح ؟؟
هز رشدي رأسه متجها للداخل :
_ موضوع طويل هجيب المشاريب واجيلك ….
رحل رشدي تزامنا مع ارتفاع رنين هاتف هادي الذي لم يصدق عينه وهو يرى اسم ” دبدوبي الصغير ” يعلو شاشته مفكرا ببسمة أن شيماء إن رأته ستخنقه ….
رفع الهاتف سريعا على أذنه قبل أن تغلق المكالمة وهو يتصنع الغضب منها بسبب آخر موقف لهما معا :
_ نعم عايزة ايه ؟؟؟
صدمت شيماء من لهجته وكادت تتحدث لولا صوته الذي قاطعها بحنق شديد :
_ اوعك تكوني فاكرة إن لما تتصلي تعتذري هرضى على طول ؟؟؟ لا يا هانم مش اقل من خمس ست سبع اتصالات عشان ارضى .
ابتسمت شيماء من الجانب الآخر بيأس عليه وهي تحاول التحدث :
_ انا اساسا مش …..
قاطعها هادي بحزم وضيق :
_ متبرريش لو سمحتي انا شوفتكم بعنيا الاتنين …
_ يابني اسمعني ر…..
قاطعها هادي مجددا متقنا دوره الغاضب :
_ لا يا شيماء مش بالسهولة دي اسامحك لا يا ماما …..مش اول ما تتصلي اقولك خلاص سامحتك ومحصلش حاجة .
نفخت شيماء بضيق وهي تصمت ليكمل هو حديثه بتذمر كطفل صغير :
_ يعني مثلا طالما أنتِ اتصلتي بيا يبقى حسيتي بالذنب …..كان ممكن تتعبي نفسك شوية وتقولي كلمتين حلوين تجبري خاطري بيهم لاني زعلان اوي على فكرة …
صاحت شيماء بحنق شديد من حديثه :
_ يا بني انا متصلة عشان عايزة رشدي وهو فونه مقفول …
_ اصلا ؟؟؟يا واطية.
_ مين دي اللي واطية ؟؟؟
كان ذلك صوت رشدي الذي خرج يحمل في يده صينية المشروبات الخاصة به وبهادي وزكريا …استدار هادي وهو يجيب بغيظ يمد يده بالهاتف له :
_ اختك ….اتفضل كلمها ومعلش ابقى اتعب شوية في تربيتها عديمة الشعور دي وقولها إن الجفا بيعلم القسوة .
أنهى حديثه وهو يزم شفتيه كطفل و ينأى بنظره بعيدا عن رشدي الذي كان يفتح فمه بصدمة لما يقوله هادي متسائلا عن سبب اتصال شيماء به وعن سبب حديث هادي الغبي متوعدا له بالضرب بعدما ينتهي من حديثه مع أخته …
مد هادي يده وانتزع مشروبه ثم جلس بهدوء جوار رشدي يدعي عدم الاهتمام رغم حواسه المتحفزة لكل كلمة تخرج من رشدي …
_ ايوة يا شيماء فيه ايه ؟؟؟
تحدثت شيماء سريعا وبعدم تصديق فهي ظنت أن اخيها في العمل وليس مع هادي ….لذا سارعت سريعا في التحدث بما جعل دماء رشدي تجف في عروقه :
_ رشدي كنت فين بقالي ساعة بكلمك وتليفونك مقفول ….ماسة تعبت اوي واخدناها على المستشفى …………
_______________
بمجرد دخوله للمنزل حتى استقبلته شرارات الغضب التي تخرج من والده و نظرات خيبة الأمل التي تصوب إليه من والدته …ابتلع ريقه يفكر جيدا في طريقة لارضائهما دون أن ينزل من قدر زوجته أمامهما …..
_ ممكن الاول ادخل استحمى واغير هدومي لاني تعبان جدا وبعدها أخرج ونتكلم براحتنا …
هذا كل ما استطاع التحدث به محاولا الحصول على فرصة أخرى للتفكير في مخرج لما وقع به …لكن كل ما وصله منهما هو صمت شديد ونظرات حانقة لينهض سريعا متجها صوب غرفته داعيا الله أن يلهمه القوة لحل هذا الأمر ….
دخل غرفته سريعا وحمل ثيابه ثم اتجه صوب مرحاضه سريعا غافلا عن تلك التي تتوسط فراشه …فهو حينما جاء بها وضعها على الأريكة تبعا لأوامر والدته ثم هبط سريعا لأصدقاءه ليقوم والده سريعا بعدما تأكدت وداد أنها بخير بإدخالها لغرفة ابنه فهي بالنهاية زوجته …..
كان زكريا يقف أسفل المياة وهو يتنفس بعمق محاولا التفكير في شيء لكن وبعد دقائق لم يصل لحل لذا فكر أن يخبرهم نفس السبب الذي أخبره لأصدقاءه رغم علمه أنهم لن يتركوه بسهولة…..
خرج من المرحاض وهو يتنهد بتعب شديد مرتديا شورت قصير نسبيا و يجفف شعره بمنشفة صغيرة،
لم يرى تلك التي كانت أعينها تتسع بعنف شديد لما تراه فهي ترى أمامها رجل عاري الجذع دون أن تستطيع تمييز ملامحه من المنشفة لذا سريعا شعرت بالهواء يسحب من الغرفة وبجسدها يتيبس ….
ابعد زكريا المنشفة من على وجهه وهو يتجه لخزانة ملابسه لكن توقف فجأة وهو يرى تلك التي تتوسط فراشه ليسرع ويحاول اخفاء جذعه عنها برعب شديد فهو لم يعتد يوما أن يظهر عاري الجذع أمام فتاة أو امرأة حتى والدته منعها منذ كان طفل في العاشرة من رؤية حتى جزعه العلوي عاري بسبب خجله الشديد من الأمر …ليدرك زكريا في هذه اللحظة أن تلك الفتاة التي يحتضنها فراشه بهذا الشكل خُلقت لتكسر حدوده واسواره واحدا تلو الآخر …..خرج زكريا من شرودن على صرخة فاطمة التي صمّت آذان الجميع ليفتح عينه بفزع وهو يرى تلك الحالة تعود إليها مجددا وجسدها يُشل تقريبا وقد أصبح تنفسها بطئ بشكل مرعب لذا ودون تفكير ركض لها زكريا وهو يصرخ باسمها في فزع كبير جاذبا اياها لاحضانه بقوة ثم………..
___________________
كانت الأجواء ساخنة وبشدة وكأن أحدهم أشعل للتو في المنزل وهذا ما حدث بالفعل فكانت منيرة تقف في منتصف المنزل بتحفز شديد أمام نحمده تستعد للانقضاص عليها ولن يمنعها شيء عن ذلك حتى زوجها الذي يتوسط الأريكة بكل أريحية وكأنه تخلص من عبء كبير بزواج ابنته …..
_ تمام يا منيرة بس مترجعيش تندمي لما الاستاذ اللي جريتي عليه تجوزيه بنتك يرميها بعد ما يعرف اللي هي عملته …على الاقل الراجل اللي جابه مرسي عارف اللي فيها وراضي
كانت تلك كلمات نحمده الحاقدة والتي لا تقبل حتى الآن أمر زواج فاطمة من هكذا شاب …وابنتها حتى اليوم كل من تقدم لها كان أقل من مستواها .
ابتسمت منيرة بسخرية متسائلة :
_ وياترى بقى ايه اللي عملته بنتي يا ست نحمده يمنعها تتجوز من واحد كويس ومحترم وتعيش زي بقية خلق الله ؟؟؟
أطلقت نحمده ضحكة عالية ساخرة وهي ترمي بكلمات كالسم على مسامع اخيها وزوجته غير مراعية أن من تتحدث عليها هي في النهاية ابنة اخيها وليست غريبة، لكن حقدها قد اعماها عن رؤية الأمر :
_ متعشيش الدور يا منيرة الله يكرمك لان انا وأنتِ والعيلة كلها وكل الناس عند بيتكم القديم عارفين كويس اوي إن……
صمتت ثم تحدثت موصبة هدفها لمنتصف قلب منيرة :
_ بنتك مش بنت بنوت يا عنيا ….
حسنا هنا ويكفي ..ثوانٍ وكان خد نحمده يستقبل كف منيرة في لطمة عنيفة أودعت بها كل الذل الذي تعرضت له مع ابنتها من أشخاص نُزعت الرحمة من قلوبهم …لتصرخ بصوت عالي رجّ جدران المنزل :
_ اخرســــــــــــــي ….بنتي اشرف منك ومن اللي خلفوكي ..
_ منيــــــــــرة.
ألتفتت منيرة لزوجها الذي هرع سريعا ليبعد بينهما تهدر في وجهه بعنف شديد غير عابئة لشيء :
_ ايه وجعتك الكلمة اوي يا مرسي ؟؟؟ وكلامها على بنتك مش هامك ؟؟؟
رفعت نحمده عينها بشر لمنيرة وهي تصرخ في وجهها بغضب شديد اعماها :
_ بتضربيني يا زبالة عشان بقول الحقيقة ؟؟؟ وياترى لو سكتيني دلوقتي هتسكتي بقيت الناس ازاي ؟؟؟
صرخت منيرة بقهر وحسرة على ابنتها التي ذاقت من الدنيا ما يكفي لينهار جبل :
_ عنهم ما سكتوا …كفاية اني عارفة كويس اوي إن بنتي مغلطتش .
صمتت قليلا لتكمل بدموع ونحيب عالي :
_ لان زي ما قولتي أنتِ الكل عارف اللي حصل يا نحمده وعارفين كويس أوي إن بنتي شريفة وأنها مش بنت بنوت فعلا بس مش بمزاجها…..الكل عارف يا نحمده إن بنتي تم اغتصابها بس الظاهر إنك أنتِ اللي مصرة على تجاهل الموضوع وماشية تتهمي بنتي أنها لوثت شرف العيلة …..
صمتت قليلا تحاول التنفس من بين شهقاتها العالية لتكمل :
_ عمري في حياتي يا نحمده ما هنسالك كلامك ده وجوز بنتي انا بنفس هقوله ….
كاد مرسي يزجرها عن التحدث لتقاطعه منيرة وقد وصلت لأقصى حد من تحملها صارخة بهم :
_ مش ده اللي عايزينه ؟؟؟ هروح اقوله يا مرسي يمكن يكون احن عليها من اللي منها … هروح اقوله إن مراته تم اغتصابها وهي لسه بنت ١٧ سنة……….
_____________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شيخ في محراب قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى